vendredi 28 octobre 2011

مادة سُمّيّة تسكن أجسامنا 493



كشفت دراسة استغرق إعدادها أكثر من عامين، وشارك فيها علماء من الولايات المتحدة وكندا وهولندا يعملون في خمسة مختبرات أبحاث مستقلة، مجموعة من «الحقائق المرعبة» تؤكد وجود ما لا يقل عن 493 مادة كيماوية سُمّية في جسم الإنسان العادي، كما أن الحبل السري للجنين يحتوي بدوره على 232 من هذه المواد الخطرة.

تمثل هذه الدراسة أول تأكيد طبي موثق بأن الأطفال يتعرضون لمخاطر المواد الكيماوية حتى من قبل أن يولدوا.وقال الباحثون المشاركون في هذه الدراسة إن النتائج التي حصلوا عليها تؤكد التقارير التي تتحدث عن المخاطر البيئية التي يواجهها الأطفال، وبالذات الأطفال ذوو الأصول الأفريقية والأطفال ذوو الأصول الأميركية اللاتينية والآسيوية. لكن هذه النتائج لا تعني أن الأطفال ذوي الأصول القوقازية في مأمن من هذه المخاطر.
وحدد العلماء عدداً من النتائج الخطيرة لهذه المواد على الجسم البشري بأنها تلحق ضرراً بالغاً بعمل نظام المناعة ونظام الغدد الصماء وعمل الهورمونات، وتسبب العديد من الأمراض مثل السرطان والعيوب الخلقية وغيرها، بالإضافة إلى تأثيرها السلبي على خصوبة الرجال والنساء على حد سواء.
ووضع القائمون على هذه الدراسة قائمة بإحدى وعشرين مادة سُمّية رئيسية وجدت في دماء الأطفال الأميركيين، ومن بين هذه المواد:
بيسفينول (ثنائي الفينول - BPA)
وهي مادة كيماوية مشتقة من البنزين تستخدم في صناعة المئات من مستلزمات الحياة الحديثة مثل علب الأغذية المحفوظة، زجاجات حليب الأطفال الرضّع، قناني المياه المعدنية، الزجاجات أو الحاويات البلاستيكية لأغذية الأطفال، الخوذ الواقية، النظارات، أجهزة التلفزيون والكمبيوتر، الهواتف النقالة.. الأقراص المدمجة وغير ذلك الكثير.
ويقول الأطباء والمتخصصون إنهم متأكدون من أن مادة ثنائي الفينول عبارة عن إستروجين اصطناعي يعرقل نظام الغدد الصماء في الجسم، كما يؤثر سلباً على عملية التكاثر ويقلل مستوى القدرات الفكرية والقدرة على التصرف.
رباعي البروم ثنائي الفينول (TBBPA)
تستخدم هذه المادة في صناعة الدوائر الكهربائية المغلقة، وقد أثبتت الدراسات أنها تتدخل في عمل الغدة الدرقية وتعرقل إنتاج نوع من الخلايا يستخدمها الجسم لمحاربة الأمراض، أي انها تمنع جهاز المناعة من العمل بصورة طبيعية في الدفاع ضد الفيروسات والبكتيريا والسرطان.
ويوضح الأطباء أن هذه المادة يمكن أن تتحول إلى ثنائي الفينول، وحين تحترق الأخيرة تخلّف وراءها مجموعة من المواد الكيماوية تسمى ديوكسين البروم وهذه تعتبر نوعاً من المواد المسرطنة.
الغلاكسولايد والتونالايد
مادتان كيماويتان أشبه بالعبير والمسك الاصطناعي، تستخدمان في تصنيع العطور ومستحضرات التجميل ومواد التنظيف وكل المنتجات العطرية. وقد أثبتت الأبحاث المختلفة أن هاتين المادتين تسببان التلوث للإنسان وللبيئة المائية على حد سواء.
حمض البيرفلورو النباتي (PFBA) وفحم البيرفلورو (PFC )
مادتان من عائلة كيماوية تستخدم في تصنيع أدوات المطبخ (تيفال أو تيفلون وغيرهما) التي لا تلصق ومقاومة للبلل بالماء أو الشحوم.
وتشير أبحاث أجريت في السنوات الأخيرة إلى وجود علاقة بين المواد الكيماوية المستخدمة في تصنيع هذه النوعية من الأدوات المنزلية وكل من المسرطنات والخصوبة والعيوب الخلقية.
ثنائيات الفينيل متعدد الكلور
تستخدم هذه المادة الكيماوية في تصنيع زيوت التشحيم والمبردات والمواد العازلة وغير ذلك، وقد حظرت عدد من الدول هذه المادة في سبعينات القرن الماضي، لكن تأثيرها في البيئة لا يزال موجودا، وذلك بعد أن أثبتت الأبحاث احتمال تسببها بالسرطان.
ويقول علماء أميركيون شاركوا في دراسات حكومية إن أبحاثهم أظهرت أن هذه المادة تربك عمل الغدد الصماء، وتدمر نظام المناعة في الجسم، كما أنها تسمم الدماغ في مراحل تطوره الأولى.

.. وسموم في منازلنا
قبل خمسين عاما كانت كل المواد الكيماوية التي نسمع عنها لا توجد إلا في المختبرات، أما اليوم فقد انتقلت هذه السموم إلى أجسامنا، تعيش تحت جلودنا وتسري في شراييننا، بعد أن باتت جزءا لا يتجزأ من الحياة الحديثة، ومن مقومات التطور البشري.
ومن خلال الوقوف أمام حقيقة أن أكثر من مليوني حالة تسمم قد سجلت في العام الماضي وحده في الولايات المتحدة، لا بد من وقفة تأمل، فغالبية المواد الكيماوية التي نستخدمها لتنظيف بيوتنا تدمرنا على المدى البعيد. فالقوانين المرعية لا تجبر الشركات المنتجة على توضيح حقيقة مكونات هذه المنظفات، ما لم تكن من بينها مادة شديدة الخطورة.
وعلى هذا الأساس لا بد أولا من تجنب المنتجات الكيماوية التي تحمل عبارات تحذيرية مثل: خطر.. يمكن أن تسبب الحروق.. أما الخطوة التالية، فتكون بالتعامل الحذر مع أية مادة يمكن أن تسبب الضرر بسبب تناولها أو تنشقها أو ملامستها. وفي ما يلي قائمة ببعض المخاطر الموجودة في منازلنا :
منظفات السجاد
غالبية منظفات السجاد تحتوي على نسبة عالية من النفتالين، بالإضافة لمادة كيماوية أخرى تسمى بيركلورإثيلين عادة ما تستخدم في التنظيف الجاف (الناشف)، وهي مواد مسرطنة، يمكن أن تؤثر في الجهاز العصبي المركزي، فتسبب الدوخة والنعاس والغثيان.
ويمكن لمنظفات السجاد أن تحتوي أيضا على الأمونيا، وبعض العطور الاصطناعية.
وتعتمد كمية المواد الكيماوية الناتجة عن استخدام هذه المنظفات على مساحة السجاد المطلوب تنظيفه.
وغني عن القول إن الأطفال الذين يقضون وقتا طويلا يمشون حفاة أو يزحفون أو يلعبون على السجاد، يكونون أكثر من غيرهم عرضة للتأثر والضرر. وينصح الخبراء باستخدام الماء الفاتر والخل الأبيض مع قليل من الصابون السائل لتنظيف السجاد، كما يمكن استخدام الماء الفاتر والبيكينغ صودا. أما إذا أراد المرء تنظيفا احترافيا، ففي الإمكان التأكد من أن الشخص الذي سيقوم بالعملية سوف يستخدم منظفات خالية من المواد المسرطنة أو الخطيرة.
منظفات الأفران
غالبية المواد الكيماوية المستخدمة لتنظيف الأفران تحتوي على محاليل قلوية «تأكل» كل ما تلامسه، بما في ذلك اليد التي تستخدمها، إذ إنها تسبب الحروق الشديدة.
وعلى الرغم من خطورة هذه المنظفات بكل أنواعها، إلا أن «البخاخ» منها هو الأكثر خطورة، إذ يكون من السهل استنشاقه، ويحذر المتخصصون بالقول إن استنشاق كمية قليلة من هذه المواد كفيل بحرق الرئتين، كما أن استنشاق كمية كبيرة يكفي للإصابة بالاختناق.
ويقول المتخصصون إن أفضل وسيلة للحفاظ على الفرن نظيفا من الداخل هي وضع طبقة من الورق الفضي على أرضيته، وتبديلها بين وقت وآخر. وفي حال وجود ما يستوجب التنظيف، فليس هناك أفضل من استخدام خلطة من البيكينغ صودا وملح البحر مع قليل من الماء الفاتر.
منظفات جلايات الصحون
من المحتمل أنك تستطيع قراءة عبارة «خالية من الفوسفات» مطبوعة على نسبة كبيرة من المنظفات المخصصة للاستخدام في جلايات الصحون، والسبب هو أن عددا من الدول حظرت استخدام الفوسفات في صناعة منظفات الصحون، لكن المشكلة تكمن في أن عددا من الدول لم تقرر مثل هذا الحظر، وبالتالي فإن آلاف المصانع لا تزال تنتج منظفات تحتوي على الفوسفات التي ثبت أنها تلوث المياه الجوفية.
ليس هذا فقط، فمنظفات جلايات الصحون عادة ما تحتوي على الكلورين التي ثبت أنها يمكن أن تكون سببا رئيسيا لمشكلات الجهاز التنفسي. السبب هو أن أبخرة الكلورين تتميز بالتقلب حين تسخينها أثناء دوران جلاية الصحون لتجفيف المحتويات، وإذا فتح باب الجلاية قبل هدوء الأبخرة، وهذا ما يفعله معظمنا، فإن وجوهنا سوف تستقبل نسبة عالية من هذه الأبخرة الضارة.
منظفات المصارف
تكون هذه المنظفات صلبة أو سائلة، وفي الحالتين تعتبر من أكثر المواد الكيماوية خطورة في المنزل، فهي تحتوي على نسبة عالية من المحاليل القلوية، كالتي تستخدم في صنع الصابون، بالإضافة لمواد التبييض وهيدروكسيد البوتاسيوم وحمض الكبريتيك (في الأنواع السائلة).
ولمعرفة خطورة هذه المكونات يكفي أن نتذكر أنها قادرة على إذابة كثير من المواد، بما فيها الشعر البشري المتجمع في مصارف الحمامات والمئات من المواد الصلبة أو شبه الصلبة المتجمعة في مصارف المطابخ.
منظفات الحمامات
تحتوي منظفات الحمامات على حمض الهيدروكلوريك وعلى عدد من مواد التبييض. ومن المعروف أن مواد التبييض يمكن أن تصبح ضارة في حال استنشاق أبخرتها.
كذلك فإن التعرض لمستويات عالية من أبخرة حمض الهيدروكلوريك يمكن أن يسبب سرعة التنفس، ويعمل على تضييق القصبات الهوائية، وربما يسبب الموت.

أسئلة في قائمتين
لمعرفة نسبة المخاطر التي نعيشها بسبب المواد الكيماوية التي تحتل منازلنا، وتخترق أجسادنا، دعونا نطرح على أنفسنا مجموعتين من الأسئلة على النحو التالي:
• هل نعاني من الربو أو ضيق التنفس؟
• هل نسعل بين الحين والآخر؟
• هل نعاني من نوبات العطس المستمر؟
• هل نعاني من حكة في العينين؟
• هل نعاني من الأنف السائل؟ أو من انسداد الأنف؟
• هل نعاني من الصداع أكثر من المعتاد؟
• هل نشعر بالضعف؟
وفي المجموعة الثانية نجد الأسئلة التالية:
• هل نعرف مكونات المنظفات الكيماوية المستخدمة في منازلنا؟
• هل نستخدم أدوات التجميل بصورة منتظمة؟
• هل نسخن طعامنا في الميكروويف باستخدام أوعية بلاستيكية؟
• هل نشرب ماء القناني البلاستيكية؟
• هل يتم تنظيف معظم ملابسنا على الناشف؟
• هل نعاني من أعراض غير عادية حين وجودنا في المنزل، وتختفي هذه الأعراض حين المغادرة؟
• هل أرضية المنزل مغطاة بالكامل بالسجاد؟
• هل نستخدم معطرات الجو في منازلنا؟
• هل نلاحظ أي تغيير في حالتنا الصحية حين تشغيل مكيفات الهواء في المنزل؟
• هل نقوم بين الحين والآخر برش المنزل بالمبيدات الحشرية؟
• هل نشعر أن المنزل أكثر رطوبة مما يجب؟
• هل نجد آثار الرطوبة على النوافذ أو الجدران أو السقف؟
أعد قراءة الأسئلة في القائمتين لتعرف إن كانت أي من الحالات الموجودة في القائمة الثانية يمكن أن تكون سببا لأي من الأعراض الصحية الموجودة في القائمة الأولى.

عوامل الاختلاف
أرجع العلماء أسباب الاختلاف في نسبة وجود الملوثات الكيماوية السامة في أجسام الناس إلى عدة عوامل من بينها: الفقر، السكن قرب الطرق العامة المزدحمة أو المصانع، نوعية الغذاء، نوعية الأدوات المستخدمة في إعداد الطعام، سوء التغذية، العيش بين مدخنين أو مدمني مشروبات كحولية أو مخدرات، وتناول خضروات وفواكه تم رشها بالمبيدات الحشرية.

حقل ألغام
في معرض الحديث عن السموم الكيماوية التي تملأ أجسامنا، وصف أحد الخبراء الجسم البشري بأنه حقل ألغام كيماوية يمكن أن تنفجر في أية لحظة.

العدو يسكن أجسامنا
يقول أحد الخبراء إن العدو يسكن أجسادنا، شئنا أم أبينا، فالمنتجات التي تملأ منازلنا هي المسؤولة عن كثير من الحالات الصحية مثل صعوبة التنفس، الحكة، السعال، الصداع، النعاس، الكسل.
ويضيف أن كل شيء نتنفسه أو نلمسه في منازلنا سرعان ما يعرف طريقه إلى أجسامنا وإلى أوعيتنا الدموية حتى الدقيقة جدا منها.

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More